الاثنين، 30 مارس 2015


الجيل الرابع من الحروب الإستراتيجية للنهب المنظم للشعوب

تهدف هذه الاستراتيجية الى تفكيك و تحويل الدول التي لديها موارد طبيعية الى بؤر 
للتوتر تنتشر فيها العصابات السياسية المتحاربة منقسمة على اسس عرقية و طائفية و 
قومية و دينية. و يسيطر امراء الحرب على مناطق و اقاليم ضعيفة لا تمتلك اي منها 
القوة الكافية للسيطرة على الاقاليم الاخرى. فتضمن الولايات المتحدة و حلفائها الغربيين 
سلامة شركاتها و استمرار تصدير الخامات و ذلك عبر تواجد عسكري قليل لحماية هذه 
المنشآت و طرق الامداد. بينما تغرق باقي اجزاء البلاد في الحرب و يعيش سكانها في 
فاقة يدفعهم غريزة البقاء الى الاحتماء بالميليشيات المتحاربة. اما امراء الحرب و 
العصابات و المافيات السياسية الحاكمة في الاقاليم فان اي منهم لا ينبغي ان يشعر 
بالامان و القوة و الاستقرار لكي يستسلموا كليا لما يطلب منهم و يلهثوا على شراء 
السلاح بالاموال القليلة التي يحصلون عليها من بيع الموارد الطبيعية في مناطقهم. و هم 
بذلك يضمنون حماية هذه المنشآت و طرق الامداد للحصول على حصصهم من 
الدولارات التي سيشترون بها العتاد في حربهم و يدفعون رواتب مقاتليهم.

كانت الولايات المتحدة و دول اوروبا الغربية قد جربت هذا النموذج بنجاح في الكونغو منذ نهاية الستينات و حتى الان. و قد تم تعميمها على العراق و سوريا و افغانستان و 

السودان و الصومال و ليبيا و نيجيريا و من المفترض ان تنظم ايران و ربما السعودية 

الى قائمة هذه الدول.

انها عملية نهب و تجارة و دكاكين لجمع الثروات بالنسبة للجميع سواء بسواء, امراء 

حرب و سياسيين و حكام فاسدين و شركات و دول تبيع اسلحتها القديمة باسعار خيالية 
لقاء الحصول على النفط و الخامات بسعر التراب..
ان الابرياء الذين يتم قتلهم و تشريدهم في العراق و سوريا و افغانستان و ليبيا و زائير و 
السودان و الكونغو و غيرها هم في الحقيقة ليسو بالدرجة الاولى ضحايا بوكوحرام و 
داعش و الطالبان و غيرهم بل هم ضحايا انهيار و انحطاط المنظومة الراسمالية. و كلما 
اشتدت الازمة الخانقة للراسمالية كلما توسعت دائرة القتل و ازدادت وحشية. ان هذه 
ستكون طبيعة الحياة في ظل بقاء نظام اجتماعي توقف عن العمل و لم يعد يصلح لحياة 
البشر.

للحصول على الجديد بشكل سريع يمكنكم الإشتراك بالصفحة الرئيسية للموقع على فيس بوك عبر الرابط: 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق